إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
81391 مشاهدة print word pdf
line-top
ما في السماوات وما في الأرض ملك الله

ص الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه].


س9 (أ) ما تقول في الاستواء، (ب) وماذا تفيده اللام في قوله لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (جـ) وما المراد بما فيهما وما بينهما، (د) وما هو الثرى، (هـ) وما معنى ( وإن تجهر . . . ) الخ، (و) وما السر وأخفى منه ؟
جـ9 (أ) (يأتي الكلام على الاستواء في موضعه إن شاء الله) .
(ب) اللام تفيد الملك، أي أن جميع ما في السماوات وما في الأرض ملك الله كما أنهم خلقه وعبيده .
(جـ) والمراد بما فيهما الجن والإنس، والملائكة، والحيوانات، والجمادات، وسائر الموجودات .
(د) والثرى هو التراب الندي .
(هـ) أما قوله وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فيفيد سعة علمه، واطلاعه على عباده، أي هو عالم بالجهر والإخفات، فتقدير الآية: وإن تجهر أو تخافت فإنه عالم بالجميع .
(و) والسر حديث النفس، وما يخفيه الضمير، وأخفى منه ما علم الله أنه سيخطر بالبال أو يدور في الخيال .

line-bottom